أخبار لبنان

تصريح لرئيس حركة الشعب نجاح واكيم

عقدت الهيئتان السياسية والتنفيذية في حركة الشعب اجتماعاً ناقشت فيه موضوع استمرار الإحتلال الإسرائيلي لأجزاء من وطننا، وإمعانه بتنفيذ اعتداءات يومية على المواطنين في الجنوب، وخرق القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار. وقد تجاوزت هذه الإعتداءات والخروقات الألفين منذ وقف إطلاق النار.
حيال هذه الاعتداءات واستمرار الإحتلال لم يصدر عن السلطة اللبنانية سوى كلام إنشائي غير مقنع تحت عنوان “ردع العدوان” والتواصل مع “المجتمع الدولي” للمساعدة على إجبار إسرائيل على إحترام القرار 1701.
هنا نتوجه بسؤال واضح ومباشر للسلطات اللبنانية حول معنى “ردع العدوان”.
لقد كان السيد رئيس الجمهورية، حتى وقت قريب، قائداً للجيش اللبناني. لذلك نسأله، هل إن الجيش اللبناني، الذي تحتكر الولايات المتحدة تسليحه أو بالأحرى عدم تسليحه مؤهل لردع العدوان، خاصة وإن الولايات المتحدة الأميركية هي التي تزود العدو بكل أنواع الأسلحة، وهي التي ترعى احتلاله لأرضنا والعدوان على شعبنا؟ كيف، والحالة هذه، سوف تقوم الدولة اللبنانية بأهم واجباتها لجهة تحرير الأرض وردع العدوان؟
والمضحك المبكي أن الدولة اللبنانية تكرر معزوفتها الممجوجة عن التواصل مع “المجتمع الدولي” من أجل إجبار إسرائيل على تنفيذ القرار 1701.
ما هو مفهوم “المجتمع الدولي” لدى السلطة اللبنانية؟
هو بكلمة واحدة أميركا. والدولة عندنا تتجاهل حقيقة أن أميركا كانت وراء الحرب التي شنها العدو الإسرائيلي على لبنان بأسلحة أميركية وغطاء أميركي ورعاية أميركية.
ربما يكون من المفيد أن نذكر هذه الدولة أنه في العام 1978 اجتاحت إسرائيل لبنان حتى نهر الليطاني. وقد صدر إثر ذلك عن مجلس الأمن الدولي القرار 425. وكانت الدولة اللبنانية تتكل دائماً على الولايات المتحدة الأميركية لتنفيذ هذا القرار وتحرير الجنوب. وعلى مدى اثنتين وعشرين سنة لم يتمكن مجلس الأمن من تنفيذ قراره، ولم تتحرك أميركا لمساعدة لبنان على تنفيذ القرار. وعندما تحرر الجنوب في العام ألفين لم يكن ذلك بفضل مجلس الأمن ولا المجتمع الدولي ولا أميركا، بل إنه تحرر بزنود المقاومة ودم شهداء المقاومة. على الدولة اللبنانية وكبار المسؤولين فيها أن يقرأوا هذا التاريخ لكي يفهوا، إذا كان مسموحاً لهم أن يفهموا، وأن يتخذوا القرار الوطني الصائب إذا كان لهم الحق في أن يقرروا.
أما بالنسبة للإعمار، وإعادة النازحين الذين دمرت إسرائيل بيوتهم وقراهم، فما هي خطة الدولة اللبنانية لإعادة إعمار هذه البلدات والقرى اللبنانية وإغاثة هؤلاء المواطنين ومساعدتهم على العودة إلى بيوتهم وقراهم.
يقولون ننتظر الساعدات العربية، أو بالأحرى الخليجية. ولكنهم يجهلون أو يتجاهلون حقيقة أن دول الخليج السخيفة والمفرطة بتبعيتها للولايات المتحدة ليست راغبة أو قادرة على تقديم قرش واحد للإعمار من دون إذن أميركا. أما الجهات الدولية الصديقة، والمستعدة لمساعدتنا فإن هذه “الدولة” اللبنانية لا تجرؤ على مد اليد لهؤلاء الأصدقاء لأن الولايات المتحدة تمنعها.
ولماذا تمنعها أميركا؟…
هذا يعيدنا إلى المشروع الأميركي “للشرق الأوسط”، وإلى إعادة رسم الجغرافيا السياسية والديمغرافية للمنطقة.