طلاب مدارس العائلة المقدسة “غنوا الرجاء” في جامعة العائلة المقدسة
طلاب مدارس العائلة المقدسة “غنوا الرجاء” في جامعة العائلة المقدسة
احتفلت جامعة العائلة المقدسة -البترون، وبرعاية رئيسةِ المعهدِ الوطنيِّ العالي للموسيقى في لبنان الدكتورة هبة القوّاس، بالذكرى السادسة عشرة لتأسيسها وبالسنة اليوبيلية 2025 ونظمت مباراة بين 6 جوقات لمدارس وثانويات راهبات العائلة المقدسة تحت عنوان “غنوا الرجاء” في حضور الرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات الأخت ماري انطوانيت سعاده، رئيسة الجامعة الاخت هيلدا شلالا ونوابها وعمداء الكليات، مقامات روحية وزمنية، موسيقيين، مدراء المدارس المشاركة وممثّلين عن TV Charity.
وأشرفت على المباراة لجنةِ التّحكيمِ المؤلفة من استاذي الموسيقى في المعهدِ الوطنيِّ العالي للموسيقى فريد رحمه وألان الشيخ وفا.
بعد النشيد الوطني اللبناني، قدمت للحفل السيدة لارا بو عيد ثم ألقت الاخت شلالا كلمة فقالت: “بعميق الحُزنِ، ولكنْ برجاءِ القيامةِ، تبلّغنا رَحيلَ الحبرِ الأعظمِ البابا فرنسيس، الذي انتقلَ إلى ديارِ الآبِ السّماويِّ في زمنِ القيامةِ، زمنِ الرجاءِ والحياة. نَلتمِسُ من الربِّ الرَّحومِ أن يمنَحَ راحةً أبديّةً لروحِهِ الطّاهرةِ، وأن تُواصِلَ ثِمارُ خِدمتِهِ بَعْثَ الحياةِ في قلبِ الكنيسةِ والعالَم.”
ثم رحبت بالحضور وشكرت الدكتورة القوّاس “على تكرُّمِها برعايةِ هذا الحدثِ الثقافيِّ المميز” وثمنت ما يحققه المعهد الوطني العالي للموسيقى من نَجاحاتٍ مَحَليّةٍ وعالَميّةٍ، تَشهَدُ على إبداعٍ استثنائيٍّ وتَميُّزٍ لافِتٍ.”
ورحبت بالرئيسة العامة وثمنت “قيادتها الحكيمة للمؤسسات التربوية والاستشفائية في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها وطننا لبنان.”
وشكرت للراهبات والقيمين على المدارس ولكل من عاونهم في إدارةِ الجوقةِ وتَحضيرِها.
وحيت التلاميذ على مشاركتهم وقالت: “بمُجرَّدِ خَوضِكُم هذا التحدّي، فقد رَبِحْتُم رِهانَ النَّجاحِ، ونِلتُم بَرَكةَ هذه السَّنةِ اليوبيليّةِ، وأَصبحتُم بحَقٍّ “حُجّاجَ الرّجاءِ” وسفراءَ العائلةِ المقدّسةِ للفنِّ والإبداعِ. يَسُرُّنا أن نَستقبِلَكُم في هذه المُناسَبةِ المُبارَكةِ، وقد جئتم من مُختَلِفِ مدارسِ العائلةِ المُقدَّسةِ، لتجدِّدوا التزامَكُم بتعاليمِ المُكرَّمِ البطريركِ الياس الحويّك، وتمسُّكَكم الرّاسخَ بفضيلةِ الرّجاءِ.”
كما حيتَ الهيئة التحكيمية المؤلَّفةِ من نُخبةٍ من أساتذةِ المعهدِ الوطنيِّ للموسيقى والفُنونِ.
وختمت بدعوة “لنَبقى دائمًا شُعلةً منَ الأملِ، نتطَّلعُ إلى مُستقبَلٍ مُشرِقٍ معًا، مُتّحِدينَ بالإيمانِ والمحبّةِ والرجاء، نحوَ غدٍ أفضلَ وأسمى لوطنِنا الحبيبِ لبنانَ ولجمعيّتِنا.”
وختمَت قائلةً “لن أُطيلَ الكلامَ، بَل سأُفسِحُ المجالَ لأصحابِ الحَناجِرِ الذَّهبيّةِ ليُحيكوا ثوبَ الرجاءِ بخُيوطِ النورِ التي لا تنطفئُ ولا تَشيخُ”.
اما القوّاس فقالت: “اليوم، تحتفل جامعة العائلة المقدسة بالسنة اليوبيلية، ولا تختار لتحتفل إلا بالغناء الجماعي. هذا الاختيار ليس تفصيلًا. هذا قرارٌ كونيّ، فلسفيّ، يحملُ في جوهره فهمًا عميقًا للزمن، للرسالة، وللحضور في العالم. فالغناء ليس احتفالًا باللحظة، بل هو تثبيتٌ للهوية في الزمن. والجوقة ليست أصواتًا متناغمة، بل هي كائن واحد متعدّد النبضات، يحاكي تعددية الحياة واتّساقها في آن.”
وتابعت: “تحتفل جامعة العائلة المقدسة بستة عشر عامًا من رسالتها، رسالتها التي تنحتُ في الصخر وتغرس الأمل في أرض لبنان – هذا الوطن الذي مهما اشتدّت أزماته، يبقى يُحسن الإصغاء إلى نغمة الجمال، ويعرف كيف يرددها بكرامة. هذه الجامعة – التي جمعت بين العقل والإيمان، بين المعرفة والإنشاد – لا تدرّس فقط، بل تتسلل من خلال تعليم الموسيقي والصوت الكوني الى أسرار الخلق. “
وقالت: “أقف أمامكم اليوم لا كمجرّد رئيسة للمؤسسة الموسيقية الوطنية، بل كابنة لهذا البلد الذي جعل من الموسيقى فعل بقاء، ومن التعليم فعل مقاومة…. ولبنان، هذا الوطن المجروح، يحتاج منّا اليوم أن نعيد إليه صوته. لا بالصراخ، بل بالغناء. لا بالضجيج، بل بالهارموني. من هنا، أجدني على تلاقٍ وجوديّ معكم.”
وتابعت: “من موقعي في رئاسة المعهد الوطني العالي للموسيقى، أحمل مسؤولية كبرى في بناء جيل موسيقي جديد، جيل يُتقن العلوم والأنغام معًا، ويتعلّم أن الانضباط الموسيقي هو مدخل إلى الانضباط المجتمعي.” أن تُنشد جوقةٌ من الأطفال في البترون، هو حدث ثقافي ووطني وروحي.”
وختمت:”لبنان الذي نحمله في أصواتنا لا في شعاراتنا. لبنان الذي نرسم حدوده بأنغامنا، لا بحدوده السياسية. لبنان الذي نعيد خلقه كلّما أنشدنا “الرجاء”.رجاؤنا ليس وهمًا. رجاؤنا مبنيّ على العقل، على الفنّ، على فلسفة الصوت. وحين يجتمع صوت الروح مع رؤية مؤسسة تعليميةٍ مثل جامعتكم، يصبح الرجاء مشروعًا، لا شعارًا. تحيةً لهذه الجامعة في يوبيلها، على اختيارها المذهل أن تحتفل بالصوت. وتحيةً لأصواتكم التي تتّحد لا لتُشابه، بل لتبتكر.
وتحيةً للمستقبل الذي نبنيه معًا، ليس بمفاتيح الصوت، بل بمفاتيح الوعي.”
وكانت كلمة للأخت سعاده قالت فيها:”فَلْنُغَنِّ الرّجاء! دعوةٌ وَصَلَتنا ووَصَلَتكم في سنة الرّجاء من هذا الصّرح التربويّ يجمعُنا تحت اسم العائلة المقدّسة وفي ظلِّها،
لبّيتُم الدعوةَ، فجئتُم لتُنْشِدوا الرّجاء، وجِئنا لنستمعَ إليكم، أنتم علاماتُ الرّجاء، طلّابُنا الأحبّاء، حاضرُ الوطن ووعَدُ مستقبلِهِ المُشرق.
نَعَم! فلنغنِّ الرّجاء، رغمَ ضبابيّة الواقع وتحديّاتِه، لنُغنِّ الرّجاء في شرقٍ متألّم ولبنان بالكاد يتعافى من جراحِهِ، لنغنِّ الرّجاء في جامعاتنا ومدارسنا وشوارعنا وعند كلِّ مفترقِ طرقٍ،
فإنّنا نؤمنُ أنْ خلفَ الغيمات الحالكة تسطعُ شمسٌ أبديّة، نؤمنُ، بما غنّته فيروز، “نؤمنُ أنْ خلفَ الليلِ العاتي الأمواج يَعلو سِراج”، نؤمنُ، بلبنان وديع الصافي، “قطعة السّما بالأرض تاني ما إلا”، نؤمنُ، بما وعَدَنا به زكي ناصيف، “راجع يتعمّر لبنان”،
واضافت: “لنا إيمانُ البطريرك الياس الحويّك، مؤسِّسنا، ونحن كلُّنا بناتُه وأبناؤه، آمَنَ بالرّجاء حيث لا رجاء، آمن بالشبيبة وبالعائلة وبلبنان، نعم، سنغنّي معًا الرّجاء، رغمَ كلِّ الصعوبات، وحيث لا رجاء، فالرجاءُ تنهيدةُ الأرضِ تُعانقُ لحنَ السّماء، ومعًا ننشدُ: إيماني ساطع… ما بيِتكَسَّر إيماني ولا بيِتعَب إيماني.”
ثم قدمت الجوقات المشاركة باقات من التراتيل والترانيم والأغاني. وتخلل الحفل وقفاتٌ تأمُّليّةٌ مع الأخت ميشلين فرام، الأخت ريما موسى، الطّالبةِ سافينا حكيم والأخت نور صَهيون.
وفي الختام جرى تقديم دِرعُ امتنانٍ وتقديرٍ للدّكتورة هبة القوّاس، ولأعضاءِ لجنةِ التّحكيم، ثم أعلنت النتائج وجرى تسليم الكؤوس للجوقات: كأسُ Best Interpretation نالته ثانويّة مار الياس – البترون، رئيستها الأخت جورج ماري عازار ممثّلةً بالأخت جوسلين شهوان، كأسُ Best Intonation نالته مدرسة سيّدة الشير – إهمج، ممثّلةً برئيسة المدرسة الأخت أمية خوري، كأسُ Best Rythm نالته ثانويّة سيّدة الخلاص – شكّا، ممثّلةً برئيستها الأخت إستير عبد النور، كأسُ Best Presence نالته ثانويّة مار الياس – زحلة، ممثّلةً برئيستها الأخت ريموند الهاشم، كأسُ Best contact with the conductor نالته مدرسة سيّدة البرج – دير الأحمر، ممثّلةً برئيستها الأخت ريما معلوف ونالت مدرسةِ مار يوسف – مزرعة يشوع، ممثّلةً برئيستها الأخت ماري راشيل حويك لقَبَ Voice of Hope Champions.
وبعد الاحتفال أقيم حفل غداء على شرف المشاركين والحضور وقطع قالب حلوى بالمناسبة.